جسد ينتفض
الحمى لم تدع له بدا من أن يرخي رأسه للخلف .. بضعف
..
رأسه تثاقلت حتى صارت كصخرة صماء يحملها جسد أنهكته الأعباء
..
فتميل به مرة هنا ومرة هناك ..
يتصبب العرق منه كسيل مدرار حتى أفسد ذلك القميص الذي طالما أظهره بأبهى صورة ..
برز نحول وجهه وآثار الليلة الطويلة التي قضاها..
لا يدري أيهما أقرب إليه الآن .. الموت أم الحياة
..
ذلك السواد الذي غطى أسفل عينيه من طول التفكير سهدا ويخطط لأن يغير الأرض ..
مع أنه لا يملك في يديه سوى عرقهما ..
أكتافه مرخية من الحمل الثقيل الذي على عاتقه ..
تنزل منه دمعة يتيمة .. لينهرها بيده بقوة ..
لكن عينه أبت إلا أن تتبعها بأخت لها ..
فهو يرى الدنيا تعسة دون أن يكحل عينيه بنظرة لأمه الحبيبة
وقبلة على جبينها وأخرى على يديها ..
كل شيء يسودّ عندما تغيب هي ..
كأنما نزعت الرحمة من هاهنا وحلت مكانها اللعنة ..
..
يأبى أن يكون طريح الفراش ..
يتحامل على نفسه ..
يغسل وجهه المصفرّ ..
يبتسم ..
يمشى خطوات تكاد تبدو واثقة ..
إلا أن رجلاه تخونانه بين الفينة والأخرى ..
يعود إلى عمله لكي لا يحس أحد بغيابه ..
يظن أنه يبدو طبيعي ..
لكن كل من حوله يكاد أن يقسم أنه ليس كذلك ..
لكنهم يعلمون أنه لا يحب نظرات الضعف وعبارات الاستعطاف ..
يرى الدنيا غباشا ..
فيطرق رأسه براحته ظنا منه أن عيناه كشاشة تلفاز قديمة .. ستعتدل الصورة فيها إذا فعل ذلك
يهندم لباسه مرة .. وبعدل شعره أخرى .. لعله يبدو أفضل ..
..
يتحدث بشموخ فوق المعتاد ..
لكن مفاصله التي سكنها الألم تكسر ذلك الشموخ عبر التأوهات اللاإرادية التي تتخلل حديثه ..
..
يصلي ..
يركع ..
يسجد ..
لا يستطيع القيام ..
يبكي ..
ماذا لو كانت هذه آخر لحظة في حياته
هل هو راض عن عمله ؟!
هل هو مستعد ؟!
يتذكر أنه ساجد .. ويتذكر أن جده الحبيب صلى الله عليه وسلم فاضت روحه من الحمّى
تتدفق عيناه أكثر ..
تغشاه موجة برد من أعمق أعماقه
يمرغ وجه أكثر .. ومع كل لحظة يزداد ذلك البرد العجيب ..
حتى لم يعد يحس بشيء حوله ..
ويغشى عليه ..
ويبقى على وضعه ..
إلى أن تهزه يد المصلي بجانبه ..
وقد انتهت الصلاة وفرغ المسجد من المصلين ..
يسأله ..
هل تريدني أن أحملك إلى الطبيب !! ..
ردد بعفوية ..
"لا .. شكراً
مرضي الذنوب ..
وطبيبي هو
الله .. "
16-1-2010
الحمى لم تدع له بدا من أن يرخي رأسه للخلف .. بضعف
..
رأسه تثاقلت حتى صارت كصخرة صماء يحملها جسد أنهكته الأعباء
..
فتميل به مرة هنا ومرة هناك ..
يتصبب العرق منه كسيل مدرار حتى أفسد ذلك القميص الذي طالما أظهره بأبهى صورة ..
برز نحول وجهه وآثار الليلة الطويلة التي قضاها..
لا يدري أيهما أقرب إليه الآن .. الموت أم الحياة
..
ذلك السواد الذي غطى أسفل عينيه من طول التفكير سهدا ويخطط لأن يغير الأرض ..
مع أنه لا يملك في يديه سوى عرقهما ..
أكتافه مرخية من الحمل الثقيل الذي على عاتقه ..
تنزل منه دمعة يتيمة .. لينهرها بيده بقوة ..
لكن عينه أبت إلا أن تتبعها بأخت لها ..
فهو يرى الدنيا تعسة دون أن يكحل عينيه بنظرة لأمه الحبيبة
وقبلة على جبينها وأخرى على يديها ..
كل شيء يسودّ عندما تغيب هي ..
كأنما نزعت الرحمة من هاهنا وحلت مكانها اللعنة ..
..
يأبى أن يكون طريح الفراش ..
يتحامل على نفسه ..
يغسل وجهه المصفرّ ..
يبتسم ..
يمشى خطوات تكاد تبدو واثقة ..
إلا أن رجلاه تخونانه بين الفينة والأخرى ..
يعود إلى عمله لكي لا يحس أحد بغيابه ..
يظن أنه يبدو طبيعي ..
لكن كل من حوله يكاد أن يقسم أنه ليس كذلك ..
لكنهم يعلمون أنه لا يحب نظرات الضعف وعبارات الاستعطاف ..
يرى الدنيا غباشا ..
فيطرق رأسه براحته ظنا منه أن عيناه كشاشة تلفاز قديمة .. ستعتدل الصورة فيها إذا فعل ذلك
يهندم لباسه مرة .. وبعدل شعره أخرى .. لعله يبدو أفضل ..
..
يتحدث بشموخ فوق المعتاد ..
لكن مفاصله التي سكنها الألم تكسر ذلك الشموخ عبر التأوهات اللاإرادية التي تتخلل حديثه ..
..
يصلي ..
يركع ..
يسجد ..
لا يستطيع القيام ..
يبكي ..
ماذا لو كانت هذه آخر لحظة في حياته
هل هو راض عن عمله ؟!
هل هو مستعد ؟!
يتذكر أنه ساجد .. ويتذكر أن جده الحبيب صلى الله عليه وسلم فاضت روحه من الحمّى
تتدفق عيناه أكثر ..
تغشاه موجة برد من أعمق أعماقه
يمرغ وجه أكثر .. ومع كل لحظة يزداد ذلك البرد العجيب ..
حتى لم يعد يحس بشيء حوله ..
ويغشى عليه ..
ويبقى على وضعه ..
إلى أن تهزه يد المصلي بجانبه ..
وقد انتهت الصلاة وفرغ المسجد من المصلين ..
يسأله ..
هل تريدني أن أحملك إلى الطبيب !! ..
ردد بعفوية ..
"لا .. شكراً
مرضي الذنوب ..
وطبيبي هو
الله .. "
16-1-2010
Moaaz its amazing and touchy. Keep it up
P.s. (maymdeeni ana)
I the biggest fan of your writing truly i love it
Posted by: Ebraheem | 02/16/2010 at 03:10 PM